تقدم به السن كثيرا ، لكن لم يصبه الخرف .. لم يصدأ .. لم يتغير ..

في
العادة يقال ان للطبيعة أحكام .. أي أن سنة الحياة تقتضي أن يخرف المرء
عندما يعمر طويلا .. ويصيبه الشيب والنسيان والتلعثم وفقدان الذاكرة والسمع
والبصر .. تائها تافها ..

ويصبح عالة ع الناس كما كان رضيعا من ناحية الوعي بالذات والاعتماد
عليها .. .. لكن الرجل الذي بصدد الكلام عنه لا تنطبق عليه هذه الحكمة أو
القاعدة في الحقيقة لم تنل منه شيئا ،

فإذا كان للإبداع زمن محدد من عمر المبدع نسميه الذروة أو قمة العطاء
,, فأيضا هذا الرجل يعتبر إستثناء لهذه الحالة .. فهو مازال يبدع في سن
توفي فيها بعض من عاصره

أو أصغر منه .. معروف بالصرامة والجدية والتفاني الشديد في العمل ، كما
يعرف بالواقعية في أفلامه التي أخرجها ومثل فيها كذالك .. هو ليس بالبطل
الخارق في أفلامه لكنه

البطل الخارق في حياته الشخصية والعملية الواقعية بعيدا عن صغب
السيناريوهات والاستديوهات والبساط الأحمر .. الرجل يعتبر أيقونة للسينما
الأمريكية لأنه في الأصل رجل أمريكي

يحب أمريكا ويخلص لها .. حس الفكاهة حاضر فيه مثلما يعرف عن الأمريكان
.. ولكن بطريقته الخاصة .. أتكلم عن أسطورة حية لم تفارق الحياة البعد ..
ويبدوا أنه يعاند الموت

على أخر ايامه .. كثير من عظماء هوليود أنتهوا عندما وصلوا لسنه وبعضهم
من كثرت ما أثر عليه الخرف بدأ يصنع أفلاما يظن أنها سترجعه لأيام الشباب ،
والكلام هنا عن الأسطورة

روبرت دي نيرو الذي نال منه الكبر كثيرا وأثر على مستواه الفني بشكل
مخجل .. الرجل الذي أتكلم عنه مازال صامدا ومازال ينثر السحر في أصعب فترات
الحياة .. فترة الشيخوخة

فترة الموت .. فهل يا ترى يستطيع أحد فعل ذالك غيره ؟ .. ومنذا الذي
سيستطيع ؟ .. مهما كان فهو رجل لن يتكرر في السينما .. أتكلم عن الأسطورة
كلينت إستوود ..